الإعجاز الطبي في القرآن (السمع والبصر)
ورد في القرآن الكريم التعرض للسمع والبصر17مرة وكان السمع فيها مقدماً على البصر منها قوله تعالى(وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة) وكذلك أيضا (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) وإن لهذا التقديم حكمة وغاية لابد من الوقوف عليها بحسب ماتوقفت عليه عقولنا القاصرة والواقع إن كلاّ من السمع والبصر من الحواس الغالية والمهمة عند الإنسان فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي ويتلقى المدركات ويمّيز الأشياء ويتعرف عليها .ولكن ذكر السمع قبل البصر يكاد يكون قاعدة مطردة وقد نفهم الحكمة من ذلك إعتماداً على بعض مكتسبات العلم منها أن وظيفة السمع تبدأ قبل وظيفة الإبصار فقد تبين أن الجنين يبدأ بالسمع في نهاية الحمل وقد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث أصدروا بعض الاصوات القوية بجانب إمرأة حامل في آخر ايام حملها فتحرك الجنين إستجابة لتلك الأصوات بينما لاتبدأ عملية الإبصار إلا بعد الولادة بأيام (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا) ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر أيضاً هي أن تعلّم النطق يكون عن طريق السمع بالدرجة الأولى ثم إذا ولد الإنسان وهوأصم فإنه يصعب عليه الإنسجام مع محيطه الخارجي ويحدث لديه قصور عقلي وتردٍ في مدركاته وذهنه ووعيه .هناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر وهم صغار او منذ الولادة ومع ذلك فقد تعلموا وبلغوا درجة راقية من الإدراك والعلم بل وحتى الإبداع وما أبو العلاء المعري الشاعر المعروف إلا مثال على ذلك .ولكننا لم نسمع بأن هناك أنساناً ولد وهو أصم أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في سلم المعرفة والسبب في ذلك لأن التعلم والفهم والنطق يتعلقان بدرجة كبيرة بحاسة السمع .والذي يفقد سمعه قبل النطق لاينطق ولذلك ربط الله العلم بالسمع أولا ثم بالبصر فقال (والله أخرجكم من بطون إمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون )..ومن الأمور التي ينبغي الإلتفات لها هي ان العين مسؤولة عن وظيفة البصر أما الأذن فمسؤولة عن وظيفة السمع والتوازن حيث يوجد سائل دهني في الأذن الوسطى يحفظ للإنسان توازنه.كذلك علينا أن نعلم أيضا عندما يكون الفرد نائماً ويحدث عارض يؤدي الى إستيقاضه كالصوت العالي فإن المنبهات العقلية ستؤدي الى إنهاء حالة النوم بسبب بقاء حالة السمع يقضة بعكس حاسة البصر الت تتوقف عند النوم...
سبحانك اللهم وبحمدك..